"تصاعد التوتر في الشرق الأوسط يهدد أمن الطاقة العالمي ويقلّص نفوذ الصين"

"تصاعد التوتر في الشرق الأوسط يهدد أمن الطاقة العالمي ويقلّص نفوذ الصين"

بينما تتابع العواصم الغربية التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل من منظور أمني، تركز بكين على بُعد استراتيجي بالغ الحساسية: أمن الطاقة. فقد ألقت التوترات الجيوسياسية الأخيرة بظلالها الثقيلة على مصالح الصين في الشرق الأوسط، مهددةً تحالفاتها ومصادر الطاقة الحيوية التي تعتمد عليها بشكل كبير.

فالصين التي كانت حتى وقت قريب تستورد نحو 1.6 مليون برميل يوميًا من الخام الإيراني، تقلّصت وارداتها إلى 740 ألف برميل فقط، وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز. هذا التراجع يعود للعقوبات الغربية وتزايد المخاطر الأمنية.

المخاوف الكبرى لدى بكين تنبع من احتمال إغلاق مضيق هرمز، الممر البحري الحيوي لنقل النفط والغاز. أي تعطيل فيه قد يؤدي إلى انقطاع مفاجئ في الإمدادات وارتفاع في أسعار الغاز الطبيعي المسال.

ورغم امتلاك الصين احتياطيًا يكفي لـ90 يومًا، فإن الاعتماد على البدائل مكلف وغير كافٍ لتغطية فجوة محتملة. فحتى مع تحولها النشط للطاقة المتجددة، لا تزال هذه المصادر غير قادرة على توفير بديل آمن وسريع.

الخسارة لا تقف عند حد الطاقة فقط، بل تمس النفوذ السياسي الصيني الذي تراجع بانكماش الدور الإيراني في المنطقة، ما قد يؤثر في توازن القوى في الشرق الأوسط ويعيد تشكيل التحالفات.