كارثة بيئية محتملة في البحر الأحمر: تسرب نفطي ضخم يهدد شعاب رأس شقير بعد كسر في خط أنابيب
شهدت المياه الإقليمية شمال محافظة البحر الأحمر، وتحديداً في منطقة رأس شقير (على بُعد 20 كيلومتراً من رأس غارب)، حادث تلوث بترولي خطير نتيجة كسر مفاجئ في أحد خطوط نقل الزيت القديمة. وقد أدى الحادث إلى تسرب كميات من الزيت الخام إلى مياه البحر، مهدداً البيئة البحرية الحساسة بالمنطقة.
رصد بقعة نفطية بطول 1500 متر
تلقت الأجهزة المختصة بوزارة البيئة في الغردقة بلاغاً فورياً بوقوع التسرب، وكشفت المعاينات الأولية عن امتداد البقعة النفطية لمسافة نحو 1500 متر. وعلى الفور، انتقلت لجنة بيئية متخصصة من الباحثين إلى موقع الحادث لبدء إجراءات التقييم الميداني. وقد شملت الإجراءات تقدير المساحات المتأثرة، وأخذ عينات من المياه لتحليل "البصمة البترولية"، وهي خطوة حاسمة لتحديد مصدر التسرب بدقة وإلزام الجهة المسؤولة.
اصطدام سفينة وراء الكسر في خط النفط
كشفت التحقيقات الأولية أن الحادث وقع نتيجة اصطدام إحدى السفن بخط أنابيب النفط التابع لإحدى شركات البترول الكبرى العاملة في المنطقة. وتسبب هذا الاصطدام في إحداث ثقوب وكسر في الخط، مما أفضى إلى تسرب الزيت إلى مياه البحر.
نشر الحواجز والتعامل وفق خطة الطوارئ
سارعت الأجهزة المختصة إلى تطبيق إجراءات مكافحة التلوث، حيث تم نشر الحواجز المطاطية حول البقعة النفطية وبدء سحب الزيت الخام بواسطة المعدات البحرية المتخصصة. ويأتي هذا الإجراء في محاولة حثيثة لمنع امتداد التلوث إلى مناطق الشعاب المرجانية القريبة، التي تعد كنوزاً بيئية.
أكدت وزارة البيئة أن عملية التعامل مع الحادث تتم بشكل كامل وفقاً لخطة الطوارئ الوطنية لمكافحة التلوث البترولي. وتتضمن الخطة احتواء التسرب فوراً، تقييم الأضرار البيئية، وإلزام الجهة المتسببة بدفع التعويضات المناسبة عن الأضرار التي لحقت بالبيئة البحرية.
مطالبات بتحديث خطوط نقل البترول القديمة
في أعقاب الحادث، طالبت جهات بيئية معنية بضرورة اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة، تشمل سرعة تحديث خطوط نقل البترول القديمة في المنطقة، وتشديد الرقابة على جميع عمليات الضخ والنقل. ويأتي هذا المطلب لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث البيئية الخطيرة التي تهدد التنوع البيولوجي في البحر الأحمر.










