فوسفات مصر: إنشاء مجمع أسمدة بالعين السخنة وزيادة إنتاج الخام إلى 7 ملايين طن سنويًا
أعلنت شركة فوسفات مصر التابعة لوزارة البترول والثروة المعدنية، والمسئولة عن استخراج الفوسفات بمحافظات الوادي الجديد وأسوان، و أحد أكبر منتجي صخر الفوسفات في السوق المصرية، عن تحرك استراتيجي جديد للدخول بقوة في صناعة الأسمدة الفوسفاتية، عبر إنشاء مجمع متكامل لإنتاج الأسمدة في منطقة العين السخنة بالتوازي مع رفع طاقتها الإنتاجية من خام الفوسفات وتوسيع وجودها في الأسواق الأوروبية والآسيوية.
مجمع متكامل للأسمدة الفوسفاتية في العين السخنة
وأوضح المهندس محمد عبد العظيم، رئيس شركة فوسفات مصر، اليوم الأربعاء، أن خطتها الصناعية الجديدة ترتكز على إنشاء مجمع لإنتاج أسمدة ثنائي فوسفات الأمونيوم (DAP) ومونوفوسفات الأمونيوم (MAP) والأسمدة المركبة NPK في العين السخنة شمال شرق مصر، على أن تنطلق أعمال التشييد خلال الربع الثاني من عام 2026، عقب الانتهاء من مفاوضات التمويل مع المؤسسات المصرفية والجهات الممولة قبل نهاية العام الجاري.
وقال عبد العظيم، إن المجمع يستهدف الوصول إلى طاقة إنتاجية تبلغ نحو 600 ألف طن سنويًا من سماد DAP، بالإضافة إلى إنتاج قرابة 320 ألف طن سنويًا من محلول حمض الفوسفوريك، إلى جانب نحو 1.023 مليون طن سنويًا من حمض الكبريتيك، بما يتيح لمصر فوسفات التحول من مجرد مورد خام إلى لاعب صناعي متكامل في سلسلة القيمة الفوسفاتية.
ولفت عبد العظيم، إلى أنها ستغذي المجمع بنحو 1.25 مليون طن سنويًا من صخر الفوسفات المستخرج من مناجمها الواقعة على ساحل البحر الأحمر، في إطار تكامل رأسي بين أنشطة التعدين والتصنيع التحويلي.
شراكات دولية وتمويل استثماري
وأضاف عبد العظيم، أن المشروع يُقام من خلال شراكة بين عدة أطراف صناعية ومالية، تمتلك شركة فوسفات مصر فيها حصة تعادل 15% من هيكل الملكية، على أن تحصل بموجب اتفاق الشراكة على 20% من إنتاج المجمع، وتخطط لتسويقه عبر قنوات متنوعة تشمل التجار العالميين والتعاقدات المباشرة مع الأسواق النهائية.
وأشار، إلى أن هذه الخطوة تأتي تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية وتعليمات المهندس كريم بدوي، وزير البترول والمعدنية، بتعظيم الإستفادة من الثروات المعدنية وتنفيذ مشروعات القيمة المضافة للخامات المعدنية خاصة خام الفوسفات، وامتدادًا لتحركات حكومية أوسع لتعظيم القيمة المضافة من الثروات التعدينية؛ إذ كانت وزارة البترول والثروة المعدنية قد أعلنت في يوليو 2024 عن مباحثات مع شركة “إندوراما” العالمية لدراسة إنشاء مجمع للأسمدة الفوسفاتية في العين السخنة بالتعاون مع مصر فوسفات.
وفي السياق نفسه، أكد رئيس شركة فوسفات مصر، أن الشركة تعمل على مشروعات أخرى بالتعاون مع منتج صيني – يُرجح أنه “تشوانجينّو” – ومع شركة مصرية، حيث لا تزال دراسات ما قبل الجدوى لتلك المشروعات قيد التنفيذ بهدف تعزيز منظومة الصناعات الفوسفاتية محليًا.
زيادة الطاقة التعدينية ورفع الاحتياطيات
ولتلبية احتياجات المجمعات التحويلية الجديدة، والحفاظ على مكانة الشركة في سوق خام الفوسفات العالمي، أشار طارق إمام، نائب رئيس شركة فوسفات مصر، إلى العمل حاليا على زيادة الطاقة التعدينية في مختلف مواقعها داخل مصر، متوقعة أن يصل إجمالي إنتاج الخام المستخرج (Run-of-Mine) إلى نحو 7 ملايين طن سنويًا بحلول نهاية عام 2025.
وأكد طارق، أن الشركة تنفذ برامج حفر استكشافية مستمرة لزيادة الاحتياطيات المثبتة من الفوسفات، كما تستهدف الحصول على المزيد من تراخيص الاستغلال التعديني خلال عام 2026، مع تكثيف أعمال الاستكشاف بالقرب من منطقة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد في جنوب غرب مصر بحثًا عن مكامن جديدة للخام.
خام منخفض الغبار لأسواق أوروبا
وعلى مستوى تعظيم القدرة التنافسية في الأسواق الخارجية، لفت طارق، إلى أنه الشركة بدأت بنهاية عام 2024 تسويق خام فوسفات منخفض الغبار من منجم أبو طرطور، يُوجَّه معظمه للسوق الأوروبية، بعدما كان ارتفاع نسبة الناعم في الخام المصري يمثل عائقًا أمام تفريغه في عدد من الموانئ الأوروبية، وتستهدف الشركة زيادة الطاقة الإنتاجية من خام “منزوع الغبار” إلى مليون طن سنويًا بحلول نهاية 2026، بعد أن عملت وحدة نزع الغبار بطاقة تقارب 1000 طن يوميًا في فبراير الماضي.
وأوضح طارق، أن صادرات الشركة من خام الفوسفات إلى أوروبا خلال الفترة من يناير حتى أكتوبر من العام الجاري بلغت حوالي 600 ألف طن، معظمها خام منزوع الغبار، مقابل نحو 433 ألف طن فقط استوردها الاتحاد الأوروبي من الفوسفات المصري طوال عام 2024، بحسب بيانات تجارية، وهو ما يعكس نموًا ملحوظًا في الحصة المصرية مقارنة بالمنافسين.
أسواق جديدة في فيتنام وتحسين ضبط الجودة
وفي الجانب الآسيوي، أشار نائب رئيس شركة فوسفات مصر إلى تنامي الطلب على واردات خام الفوسفات في فيتنام مع تراجع الإنتاج المحلي هناك؛ حيث صدّرت الشركة حتى الآن خلال العام الجاري نحو 150 ألف طن من خام الفوسفات إلى السوق الفيتنامية بعيار يقارب 27% من خامس أكسيد الفوسفور (P2O5)، مقارنة بنحو 47 ألف طن فقط استوردتها فيتنام العام الماضي، وقرابة 2000 طن في العام الذي سبقه، وجميعها من مصر.
وأكد طارق، أنه يرجح متعاملون في السوق أن يصل الطلب الفيتنامي على خام الفوسفات إلى نحو مليون طن في عام 2026، مع الإشارة إلى أن فيتنام تعتمد في الغالب على الخام الوارد من مناجم البحر الأحمر المصرية وليس من منجم أبو طرطور.
وقال طارق، إن جودة خام الفوسفات المصري التي كانت تصل للمشترين شهدت تفاوتًا في فترات سابقة، لكن الشركة طبقت حزمة من إجراءات ضبط الجودة الأكثر صرامة في مراحل الاستخراج والتكسير والمعالجة، بهدف توحيد المواصفات وتحسين ثقة العملاء ورفع تنافسية الخام المصري في الأسواق العالمية، في وقت تتجه فيه صناعة التعدين عالميًا نحو تعظيم القيمة المضافة وتقليل الاعتماد على تصدير المواد الخام.










