د محمد عبدالرؤوف يكتب: الزواج العرفي بين النفط والسياسة

د محمد عبدالرؤوف يكتب:  الزواج العرفي بين النفط والسياسة
أ. د محمد عبد الرؤوف

يرجع تاريخ عقد الزواج بين النفط والسياسة إلي بدايه القرن الماضي حيث إرتبط النفط بعلاقة وطيدة بالأزمات والصراعات السياسية .

فمنذ إكتشاف النفط صار  بين النفط والسياسة عقد زواج غير معلن ممهوراً بالدولار .. وأصبح هذا الزواج محركاً أساسياً ومهما في وقائع الصراعات الأقليميه والدوليه والحروب والأزمات .. وأصبح هذا العقد العرفي أحد أهم المقومات الأساسية في رسم الحدود السياسية والأقتصادية .. 

فورقة النفط أشبه بورقة الزواج العرفي في الضغط علي الدول حال الحروب والضغط علي الأزواج حال الإختلاف .. فكلا الورقتين سبيلاً ومفتاحاً للحل والتفاوض .

فما أشبه الماضي البعيد بالماضي القريب والحاضر .. فلم يختلف دور النفط في الحروب العالمية عن دوره في الحروب المصرية والعربيه وعن ما نشاهده الآن في الحرب الروسية الأكرانية .

ومنذ قديم الأزل ولا زال الشغل الشاغل للدول الكبري هو تأمين إمدادات النفط .. ويشهد التاريخ أن ما لحق بمنطقة الشرق الأوسط والوطن العربي من صراعات وويلات وحروب كان بسبب طمع الدول الكبري في تأمين تدفق النفط .. فهو العنصر الثابت في كل المعادلات السياسية والأقتصادية في ظل ما يعانية العالم من أزمات إقتصادية متلاحقة جراء حروبٍ وأوبئة

فتأثير النفط علي السياسة والاقتصاد يختزن بعداً سياسياً عرفياً غير معلناً يتجاوز الأطار المفهوم في لعبة شد الحبال بين الدول الكبري والدول النفطية .. ولم يعد القطب الواحد قادرا علي التحكم بقواعد اللعبة في ظل الملفات الساخنة علي المسرح الدولي .

وها هي الدولة المصرية تولي إهتماماً ودعماً للمشروعات البترولية وموارد الطاقة وتدعم كل عناصر الجذب التي تستقطب الاستثمارات النفطية مستغلة موقعها الاستراتيجي وممراتها المائية عبر الأحمر والأبيض وقناه السويس في تسابق محموم لامتلاك مصادر الطاقة  واثقة في قدراتها وقياداتها .. حفظ الله مصر قيادة وشعباً ونفطاً .