القائد الحق
بقلم : شيماء خميس
مما لا شك فيه أن إدارة فريق عمل مهمة صعبة ولكن قيادته مهمة أصعب حيث أنه بإمكان أيّ شخص أن يدير فريق عمل إذا ما إمتلك الأدوات والمعرفة والخبرة اللازمة ، لكن ليس كل الناس يمكنهم أن يكونوا قادة ناجحين.
فإذا أردت أن تتحوّل من مجرد مدير لفريق عملك إلى قائد يلهم فريقه ويقودهم نحو النجاح، فستحتاج إلى مهارة التعامل مع الناس حيث أنه يمكن أن تحفظ جميع الإجراءات، وتحصل على أفضل الشهادات، بيْد أنّك إن لم تتمكن من إدارة العلاقات بالشكل الصحيح فلن تنجح في قيادة فريق العمل.
وفي السطور القليلة القادمة نستعرض بعض الصفات الهامة والخصال التي يجب أن يتحلي بها الشخص كي نطلق عليه لقب قائد.
ففي البداية أن تكون قائداً ناجحاً تعني أن تكون قدوة وصاحب رؤية يلتف فريقك حولها وتقودهم أنت لتحقيقها ، فالقائد يجب أن يكون ملهم ويتمتع بشخصية كاريزمية، كما أنه لا يتخلي أبدأ عن العاطفة تجاه زملائه في الفريق ، عكس بعض الأراء التي تنادي بتجنب العاطفة في العمل ، فتقدير ظروف أعضاء الفريق ومساعدتهم علي تجاوزها تدل علي إنسانية القائد وترابط الفريق حيث أن تعزيز الروح المعنوية أحد أهم مهام القائد الحق.
إن من يبحث عن حلول للمشكلات التي تواجه الفريق ولا يختلقها هو بل ويبدع في إزالة العقبات التي قد تعرقل فريق عمله هو من نطلق عليه لقب قائد .
القائد الحق هو مثال يحتذي به وقدوة علي المستوي الشخصي والمهني فهو من يكتسب إحترام من حوله بأن تتسق أفعاله مع أقواله وإلا لن ينجح في إقناع فريقه بإتباعه ويتأتي ذلك بكون الشخص موثوقًا فيه وصادقًا وعادلًا مع الجميع.
أما عن تحمل المسؤولية ، فالقائد الحقيقي هو من لا يبحث عن الأعذار ليتهرّب بها كما هو من يتولي مسئولية الدفاع عن أعضاء فريقه ، فالدفاع عن الأخر من شيم القادة بالإضافة إلي أنه يضع علي عاتقه مهمة تطوير الفريق وتشجيعه علي روح الإبتكار والمبادرة ، ويتحلي بإحترم أفكار أفراد فريق العمل وآرائهم، ويشاورهم في الأمر فمجرد الإستماع إلي أفكار الأخر مؤشر على الإحترام والتقدير، فالشخص المنغلق على آرائه والذي لا يستمع إلا لصوته لا يمكن أن يكون قائدًا ناجحًا.
وفي الختام علينا أن نتذكر أنّ الحسّ القياديّ لا يُكتسب بين عشية أو ضحاها ، بل هو مسار طويل من العمل والتعلّم والتطور وهناك الكثير من المدراء الناجحين، لكنّ القادة المُلهمين عملة نادرة وعليه كن القائد الذي تصبوا إليه أنت وأعضاء فريقك.
