تسعى مصر لتعزيز مكانتها كمركز إقليمي رئيسي لتجارة الطاقة في الشرق الأوسط، وفقًا لدراسة صادرة عن المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، بما يتماشى مع رؤيتها الاستراتيجية لاستغلال موقعها الجغرافي ومواردها والبنية التحتية المتطورة. وفي هذا الإطار، تتعاون مصر مع دول منتجة للطاقة، كالعراق، بهدف زيادة حجم التجارة النفطية في المنطقة.
حاليًا، تجري مصر مباحثات مع الحكومة العراقية بشأن نقل النفط العراقي، مما يعزز التعاون في قطاع النفط والغاز، ويتيح فرصًا جديدة للتعاون الاقتصادي المشترك. هذا التعاون يخدم أهدافًا مشتركة؛ حيث يستفيد العراق من تصدير نفطه لمصر ولأسواق جديدة، فيما تستفيد مصر من النفط العراقي لتلبية احتياجاتها المحلية المتزايدة، وتعزيز قدراتها التصديرية.
أشارت الدراسة إلى أن التعاون النفطي بين القاهرة وبغداد يعكس سعيًا لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة، بما يدعم الاقتصاد المصري ويؤكد مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة. ويشمل التعاون نقل النفط العراقي وتكريره في مصر، مما يمكّن العراق من الوصول لأسواق عالمية مستفيدًا من الموقع الاستراتيجي المصري، مع تعظيم استخدام البنية التحتية المصرية بقطاع البتروكيماويات.
وأبرزت الدراسة إمكانات العراق في مجال النفط، حيث يحتل المركز الخامس عالميًا باحتياطي مؤكد يبلغ نحو 148 مليار برميل، ومتوسط إنتاج يومي يبلغ 4 ملايين برميل. هذه القدرات تفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في الإنتاج النفطي واستغلال الغاز الطبيعي والمناطق الاستكشافية.
كما أكد التقرير أن العلاقات النفطية بين البلدين ستخلق شراكات اقتصادية استراتيجية ومكاسب متبادلة. بالنسبة للعراق، تعني ضخ استثمارات وجذبها في مراحل إنتاج وتكرير النفط. أما مصر، فهي تسعى لتحقيق أمن الطاقة المحلي وتوسيع صادراتها البترولية. التعاون الإقليمي في مجال الطاقة يُسهم كذلك في تعزيز الأمن القومي وتحقيق تكامل طاقي يخدم استقرار المنطقة ورفاهية شعوبها.