منة هيكل: جناح توت عنخ آمون بالمتحف المصري الكبير تجربة فريدة تحاكي رحلة الملك إلى الأبدية
أكدت المهندسة المعمارية منة هيكل، عضو الفريق المصري المشارك في تصميم جناح الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري الكبير، أن هذه التجربة تعد واحدة من أعظم الأحداث الثقافية في مصر الحديثة، إذ تجمع أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية داخل قاعتين تبلغ مساحتهما نحو 7500 متر مربع، في عرض متكامل يحاكي روح المقبرة الأصلية في وادي الملوك.
وأضافت في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أن تصميم القاعات راعى بشكل دقيق القيمة الجمالية والتاريخية لكل قطعة، وعلى رأسها القناع الذهبي الذي وُضع في موقع مركزي ليكون المركز البصري للقاعة، مع مراعاة أعلى معايير الأمان والإضاءة الملائمة لضمان رؤية واضحة للزائر دون المساس بسلامة الأثر.
وتابعت، أن التحدي الأكبر في تنفيذ المشروع كان تحقيق التوازن بين الجمال والحفاظ على الأثر، إذ تطلّب الأمر تنسيقًا مستمرًا بين الجانب الهندسي والجانب الأثري لضبط درجات الحرارة والرطوبة وشدة الإضاءة بما يتناسب مع حساسية المواد الأثرية، خاصة الأقمشة والبرديات والخشب الملون.
وأشارت، إلى أن كل قطعة عُرضت بعد دراسات دقيقة لتاريخها، وموقعها داخل المقبرة الأصلية، وطريقة عرضها المثلى التي تُبرز تفاصيلها دون التأثير على حالتها الأثرية.
وأوضحت هيكل أن التكنولوجيا الحديثة لعبت دورًا تكميليًا مهمًا في الجناح، من خلال عروض الوسائط المتعددة التي تحكي قصة اكتشاف المقبرة على يد هاورد كارتر، وتتيح للزائرين تجربة تفاعلية عبر شاشات رقمية ثلاثية الأبعاد توضح مراحل الاكتشاف وتفاصيل حياة الملك.
وذكرت المهندسة منة هيكل أن ما يميز مجموعة توت عنخ آمون هو شموليتها وتكاملها الفريدان، إذ تضم أنواعًا متعددة من الآثار الذهبية والخشبية والنسيجية، مما يجعلها المجموعة الأثرية الكاملة الوحيدة في العالم بهذا الشكل.
وأشارت إلى أن تصميم الجناح المصري بالكامل تم بأيادٍ مصرية شغوفة بتاريخها، وأن اللحظة التي سيشاهد فيها الزائرون هذه الكنوز بعد سنوات من العمل ستكون لحظة انبهار عالمي تعكس عظمة الفن والجمال في الحضارة المصرية القديمة.










