عماد منسي يكتب : مفيد فوزي والغوص في أعماق البترول
دائماً مانقابل في الحياة أشخاص من الممكن أن نتفق أو نختلف معهم ولكن يظل أثرهم في النفس هو الأبقي والأكثر رسوخا وعمقا و آخرين يمرون مرور الكرام لا يتركون أثرا يذكر وهنا يأتي ذكر الأستاذ مفيد فوزي التي ظهرت موهبته الصحفية منذ الصغر فعمل في الصحافة بعد تخرجه من كلية الآداب ثم انتقل منها للعمل التلفزيوني كما ساهم في إعداد الكثير من البرامج الإذاعية و قام أيضاً بعمل حوارات مع أهم الشخصيات السياسية والأدبية والفنية على مستوى العالم العربى وكان أول حوار تليفزيوني له مع الأديب الراحل نجيب محفوظ .

كنت منذ بداية شبابي وانا طالبأ في الجامعة مع الكثيرين من عشاق الشاشة الصغيرة ننتظر حواراته قبل موعدها بوقت ليس بالقليل لنرى ونسمع كيف يستخرج من أعماق الشخصية الإنسانية بكل إحترام وفهم لأبعاد الشخصية التي أمامه ( يعني كان بيذاكرها كويس ) أهم مافيها من نقاط ضعف وقوة عجائب وأسرار ومهما تجملت الشخصية أو إتثمت بالهدوء والصبر كان فوزي كالصياد الماكر الذي يلقى الطعم وليس كل من يلقى الطعم صياد أو الغواص الذي يغوص في أعماق البحر ليأتي بما في داخله من كنوز وأسرار
ومرت سنوات طويلة
حتي قابلته لأول مرة ولم تكن الأخيرة في صالة الخطوط الداخلية في مطار القاهرة ... بينما يدور حديث داخلي بيني وبين نفسي كيف أتعامل مع هذه الشخصية الفريدة من نوعها في وقت لم يكن هناك على مااتذكر أكثر من ثلاثة أو أربعة محاورين مثل طارق حبيب وعماد أديب ومفيد فوزي طبعاً
هنا قررت أن أوقف أمواج التفكير لاتعامل معه على إنه شخص عادي كأي شخص تعاملت معه من قبل في رحلة الحياة وتجاربها
كما جئت لاؤدي عملي هو أيضاً كذلك مع التركيز على كلماته ولمحاته وإيمائته وردود أفعاله كما كان يفعل مع شخصياته وكنت قبلها قد تحدثت معه تليفونيا عدة مرات لترتيبات الزيارة لحقول البترول في راس غارب وكان تصوري عند محله فوجدته شخصا عاديا في تعامله يتسم بالود والهدوء والنظام
يعتز بنفسه إعتزازا شديدا وبعمله أكثر مع مساحة من الود والإحترام تجمعه بفريق العمل الذي هو أساس النجاح مغه وتنسيق وإعداد جيد من مساعده الصحفي والمعد البارع وليد الشرقاوي
ووجدته وقد إرتدي الأفرول والخوذة الخاصة بمواقع البترول دون نقاش وهو الذي إعتاد على إرتداء الملابس ذات الألوان المختلفة والمتميزة .
يلتزم بإجراءات السلامة والصحة المهنية
يهتم بالتفاصيل التي يستطيع من خلالها نقل الصورة ببساطة وواقعية للمشاهد وذلك من خلال حواراته مع عمال البترول في حقول البترول البرية ومنصات الحفر البحرية يجلس معهم في تواضع متطرقا للجوانب الفنية والإنسانية في العمل والحياة لشخصيات في مكان وبيئة مختلفة عن العاصمة التي تزخر بالنور والضجيج والحركة
يتحرك في مواقع العمل البترولي البرية ويصعد درجات منصة الحفر البحرية بنوع من اليقظة والحذر ولنقل ايضا الخوف نعم الخوف وقد ظهر جلياً على ملامحه التي حاول جلياً أن يخفيها
ملتزما الصمت و مصغيا لتعليمات السلامة بكل جدية وإحترام يتحرك في إطار من النظام ليس فيه مجال للخطأ
هنا في مواقع العمل البترولي تدور عجلة الإنتاج التي لولاها لما كانت عجلة التنمية لتنمو أو تستمر وتزدهر
ويبدأ العد التنازلي لتدور الكاميرا في أقاق العمل الرحب لتسجل ملحمة مصرية تفوق الخيال و تبعث على الفخر والاعتزاز والتقدير لرجال البترول الأوفياء
وهنا أنظر لمفيد لأجد الابتسامة وقد غطت وجه بعد أن رحلت عنها أحاسيس الخوف ليبدأ الأستاذ بكلمات انتقاها بحرفية وتميز وتعبيرات رائعة تكون شاهدة على إنجازات مصرية تتوالى