بالنظر إلى التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، حافظت الأسواق العالمية على هدوء نسبي، غير أن الخبراء يحذرون من إمكانية تغير هذا الوضع بسرعة في حال تأثر مضيق هرمز بالصراع الدائر.
يُعدّ المضيق، الذي يقع بين إيران وسلطنة عمان، أحد أهم الممرات البحرية لتدفق النفط عالميًا، حيث تمر عبره نحو 20 مليون برميل يوميًا، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
في ظل هذه المخاوف، ارتفعت أسعار النفط يوم الثلاثاء، إذ راقب المستثمرون أي اضطرابات محتملة في الإمدادات. فقد سجلت العقود الآجلة للنفط الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 4.28% لتصل إلى 74.84 دولارًا للبرميل، في حين ارتفع خام برنت بنسبة 4.4% ليبلغ 76.45 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ يناير.
حتى اللحظة، لم يُسجل أي انقطاع جوهري في تدفق النفط العالمي، إلا أن أي تعطيل لصادرات النفط أو محاولة إيران لإغلاق مضيق هرمز قد تؤدي إلى أزمة وجودية في سوق النفط العالمي.
وبحسب روب ثاميل، المدير الأول في شركة تورتويز كابيتال للاستثمار في الطاقة، فإن أي اضطراب في المضيق قد يدفع أسعار النفط نحو 100 دولار للبرميل، مشيرًا إلى أن استمرار تشغيل المضيق أمر ضروري للاقتصاد العالمي.
من جانبها، حذرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الصادر يوم الثلاثاء من أن إغلاق المضيق، حتى ولو لفترة وجيزة، سيؤثر بشكل كبير على أسواق النفط والغاز العالمية.
وعلى الرغم من الرهانات السابقة للمستثمرين على استمرار تدفق النفط، فقد تسارعت وتيرة ارتفاع الأسعار مساء الاثنين والثلاثاء، مدفوعةً بتحذيرات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن الوضع في طهران، وتزايد الاستعدادات العسكرية الأمريكية لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
وفقًا لبوب ماكنالي، رئيس شركة رابيدان للطاقة ومستشار سابق للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، فإن خطر تعطل إنتاج النفط أعلى مما ينعكس حاليًا في السوق، مضيفًا أن الوضع لا يزال غير مستقر.
وفي سياق متصل، أعلنت لجنة التعاون العسكري المشترك (JMIC)، التابعة للقوات البحرية المشتركة، أن عدد سفن الشحن العابرة لمضيق هرمز شهد انخفاضًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي. ومع ذلك، أكد الإشعار أن المضيق لا يزال مفتوحًا، وحركة الملاحة التجارية مستمرة.
جميع الأنظار الآن تتجه نحو مضيق هرمز، إذ يترقب المستثمرون والشركات النفطية أي تطورات جديدة قد تؤثر على الأسواق العالمية