ارتفاع أسعار النفط وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وتأثيرات محتملة على الاقتصاد الأميركي

ارتفاع أسعار النفط وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وتأثيرات محتملة على الاقتصاد الأميركي

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الأربعاء، متأثرة بتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، إذ أثارت المواجهات الجوية المستمرة بين إيران وإسرائيل مخاوف بشأن تعطل إمدادات الخام، ولا سيما عبر مضيق هرمز الحيوي.

وسجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعاً بنسبة 0.4% لتصل إلى 76.80 دولاراً للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 0.5% لتبلغ 75.23 دولاراً للبرميل.

وكانت أسعار النفط قد أنهت جلسة الثلاثاء بارتفاع تجاوز 4% عقب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي طالب فيها طهران بـ"الاستسلام غير المشروط"، وذلك بالتزامن مع دخول النزاع الإيراني الإسرائيلي يومه السادس. كما أكد ثلاثة مسؤولين أميركيين تعزيز واشنطن وجودها العسكري في المنطقة بإرسال مزيد من الطائرات المقاتلة.

تتركز المخاوف في الأسواق على تأثيرات التوترات على إمدادات النفط من مضيق هرمز، الذي يُعد ممراً أساسياً لحوالي خمس صادرات النفط المنقولة بحراً عالمياً. كما شهد المضيق حادث تصادم بين ناقلتي نفط يوم الثلاثاء، مما أدى إلى اندلاع حريق، إضافة إلى تحذيرات من هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بشأن اضطرابات إلكترونية تؤثر على أنظمة ملاحة السفن.

تأثير النزاع على أسواق الطاقة والاقتصاد الأميركي

تُعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة "أوبك"، حيث يصل متوسط إنتاجها إلى 3.3 ملايين برميل يومياً. ويرى بعض المحللين أن الدول الأخرى الأعضاء قد تستغل طاقاتها الإنتاجية الفائضة لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات الإيرانية.

وفي الوقت نفسه، يترقب المستثمرون نتائج اليوم الثاني لاجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي، وسط توقعات بالإبقاء على معدلات الفائدة ضمن النطاق الحالي 4.25% – 4.50%. إلا أن استمرار النزاع في الشرق الأوسط قد يدفع الفدرالي إلى تسريع وتيرة خفض الفائدة، وربما اتخاذ قرار مبكر في يوليو بدلاً من سبتمبر، وفق تقديرات الأسواق.

ويشير توني سيكامور، محلل الأسواق لدى IG، إلى إمكانية تبني الفدرالي موقفاً أكثر ميلاً للتيسير النقدي، كما حدث عقب هجوم "حماس" في أكتوبر 2023. غير أن ارتفاع أسعار النفط يشكل تحدياً معاكساً، إذ يهدد بإضافة عوامل تضخمية جديدة إلى الاقتصاد الأميركي.

في سياق آخر، أفادت مصادر في السوق بأن بيانات معهد البترول الأميركي أظهرت انخفاض مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير.