شيماء خميس تكتب.. الصداقة حياة
من منا لم يرغب في أن يُحاط بصديق أو أكثر يؤنس وحدته ويكن له الملاذ الأمن من تقلبات الحياة ، فمهما كانت جودة علاقاتنا الأسرية يظل وجود صديق حقيقي هو الشعور الأسمي والمنزهه من كل غرض وهو ما نطمح إليه علي مدار الحياة ، منا من هو سعيد الحظ ويحظي بأصدقاء ذوي معادن طيبة لا تصدأ أبداً ، ومنا من يسعي طيلة حياته باحثاً عن صديق واحد ولا يجده.
وهناك أدلة ما إن وُجدت في شخص يستحق أن نمنحه لقب صديق ، لذا علينا توخي الحذر من إطلاق هذا اللقب الغالي علي كل عابر سبيل في حياتنا دون التمعن في مواقفه وتصرفاته تجاهنا ، فلفظ صديق مسمي عظيم يجب التمهل قبل منحه للأخر فالصداقة هي حياة حقيقية نشاركها مع الأخر.
فالصديق الحقيقي هو الكنز الذي لا يعوض ، هو من تخبره عن حالك الحقيقي وليس الحال الذي دائماً بخير ، هو من يشجعك ويدعمك ويشعرك أنك مقدر وذو الثقة ويستمع إليك ، فكثراً ما نحتاج إلي أذان تسمعنا وقلوب تفهمنا وتشعر بنا.
كما أنه المرجع في الكثير من الأمور فهناك من يكون حضوره في حياتك علامة فارقة ، وأخر حضوره علامة فارغة ، فإنتقي الصديق الحقيقي وإحذر من الصداقة المزيّفة.
أما من يشعر بحالتك المزاجية بسهولة دون أن تخبره بشيء، وعندما تمر ببعض الإحباطات الحياتية لا يلتفت بعيداً عنك فهو صديق بمنزلة أخ.
هذا وتعد الصراحة واحدة من أساسيات الصداقة الحقيقية فصديقك من يصدقك، أما إذا كان صديقك كثير الكذب سواء في الأمور الضئيلة أو الكبيرة فهذا مؤشر علي زيف هذه الصداقة بالإضافة إلي أن من يخلف وعده ليس بصديق حقيقي، فهذا يعني أنه لا يقدر الوقت الذي يمضيه معك فالكلمة بالنسبة للصديق الحقيقي تعني الوفاء.
هذا ولا تقاس الصداقة أبدا بكثرة اللقاءات أو المكالمات وإنما بحجم الإخلاص فيها، فكثيراً ما نغيب عن أناس كثر ونشعر عند لقائهم بأن الزمن قد توقف منذ أخرعهد لنا بهم.
وأخيراً علينا أن نتذكر دائماً أن صحبة الأخيار تورث الخير وصحبة الأشرار تورث الهم ، وأن المسافات لا تقرب أحداً ولا تبعده ولكن وحدها القلوب من تفعل ذلك ، وأن من صادق عدوك فهو لم يكن صديقك من الأساس.