إيناس العدوي تكتب : "الملا واقتناص الفرص "
منذ بداية عملى فى الصحافة ، اخترت العمل كصحفية متخصصة وكان من حسن حظى أن أتابع عن قرب ما أحدثته الدولة المصرية من تغيير فى إدارة ملف الطاقة وإتاحتها الفرصة للابتكار فى هذا الملف الحيوي والذى أسندته لقيادة بترولية شابة لديها الوعى والدراية والخبرة ولديها تميز فى معرفة مكامن الفرص والقدرة على تسويقها .
ومع تولى المهندس طارق الملا حقيبة البترول الوزارية أعلن الرجل سياسته بوضوح "سأعمل وفق منهج علمى وعملى يدعم الابتكار والأفكار ممكنة التحقيق لإطلاق مكامن وقدرات هذا القطاع الحيوى"، وانطلق تحت مظلة فكرته الرئيسية برنامج التطوير والتحديث ببرامجه المعلنة.
وبرغم الصعوبة الاقتصادية متعددة الأوجه فى إدارة هذه الحقيبة من تسعير جبرى للمنتجات البترولية وحاجة قطاعى الكهرباء والصناعة لدعم الدولة فى توفير الوقود وغيرها إلا أن الرجل أطلق رهانه على استغلال الخبرات وتصعيد القيادات وتنفيذ الإبتكارات سواء فى التشغيل أو التمويل وبالفعل حقق ما أراد ، فبصرف النظر عن الأزمة العارضة متعددة العوامل هذا الصيف نجح الوزير وفرق عمله فى الوفاء باحتياجات السوق المحلى المتنامية من الوقود بل إنه كان حلاً فاعلًا فى أزمة إمدادات الغاز عالميًا وتحوله لمصدر مهم من المصادر الدولارية لمصر، وبحسبة الفرصة البديلة يقول عدد من الخبراء والمتابعين ماذا لو لم تكن تلك العوائد.
الوزير الخلوق طارق الملا ليس فى حاجة للكتابة عنه ولا يضيف له ثنائى عليه ولكن رأيت وأنا صحفية تقارير متخصصة أن أضيف جانبًا من وجهة نظرى قد أثار إعجابى فى سياسة ومنهجية عمل الرجل وهو إصراره على تحقيق الاستدامة لصناعة حيوية يقول العالم أنه يعمل على التخلص منها وهو فى أشد الحاجة إليها حتى تحقق الطاقات المتجددة المرجو منها، هذه الصناعة التى وجدت من يسمعها فى مؤتمرات قمم المناخ التى لم تكن تصغ أو تتيح الفرصة لهذه الصناعة للحديث.
ماقدمه الملا وفريق عمله يحتاج لكتابة ورصد متأنى فهو بمثابة تاريخ لتغيير جذرى فى إدارة حقيبة البترول وفق متطلبات العصر مع توفير مرونة لاستيعاب المتغيرات والراصد للأرقام والبيانات والعوائد التى تحققت يدرك أن حقيبة البترول والتعدين كانت تحتاج للتنقيب عن الفرص الاستثمارية الحقيقية والكوادر التى تحقق ذلك وكذا تسويق متخصص وناجح لذلك مع معالجة البيروقراطية التى تقيد العمل والقرار وهو ما كان وما سنتحدث عنه تفصيليا تباعًا.