"الدولار" يدفع العملات الآسيوية لأدنى مستوياتها في عدة أشهر

"الدولار" يدفع العملات الآسيوية لأدنى مستوياتها في عدة أشهر
الدولار

قالت وكالة "بلوبمبرج" إن ارتفاع الدولار الأمريكي مجدداً يدفع العملات الآسيوية لأدنى مستوياتها في عدة أشهر ويُبقي على الضغوط الواقعة على اليورو، في حين تعزز الصين واليابان دفاعهما عن عملاتهما.

وأصدرت اليابان، اليوم الأربعاء، أقوى تحذير لها منذ أسابيع من الانخفاض السريع في قيمة الين، إذ قال كبير مسؤولي العملة إن البلاد مستعدة لاتخاذ إجراءات وسط تحركات السوق المضاربة.

وجاء ذلك بعد أقوى توجيهات للبنك المركزي الصيني على الإطلاق فيما يتعلق بسعره المرجعي اليومي لليوان، حيث تراجعت العملة  إلى مستوى غير مسبوق منذ عام 2007.


وتعرضت كلتا العملتين لضغوط من قوة الدولار على نطاق واسع خلال الأشهر القليلة الماضية. وانخفض الين بنحو 8% مقابل الدولار منذ منتصف يوليو، في حين انخفض اليوان أكثر من 6% منذ مايو.

ويرى بعض المتداولين أن الإشارات على مرونة الاقتصاد الأمريكي توميء بتثبيت بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة لفترة أطول، مما ساهم في ارتفاع مؤشر بلومبرج الفوري للدولار بنحو 5% منذ أدنى مستوياته في يوليو، في حين هبط مؤشر العملات الآسيوية لأدنى مستوياته منذ نوفمبر.

وقال فيجاي كانان، استراتيجي الاقتصاد الكلي لدى "سوستيه جنرال"، إن احتمالية ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية لفترة أطول يفاقم الضغوط، وسيتبنى المستثمرون نهجاً حذراً.

وانخفض اليورو والإسترليني لأدنى مستوياتهما منذ يونيو إثر التوقعات بأن البنوك المركزية في منطقة اليورو والمملكة المتحدة قد تكون بحاجة لخفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع من الفيدرالي نظراً لأن اقتصاداتهم تعاني من ارتفاع تكاليف الاقتراض.

وأفادت البيانات الصادرة عن هيئة تداول السلع الآجلة  "سي إف تي سي" بأن هناك علامات على وجود مجال أمام الدولار لمواصلة مكاسبه حال انعكاس الرهانات على انخفاض العملة التي أخذت في الازدياد مع ضعف العملة الأمريكية في وقت سابق من العام الجاري.

وأفادت وكالة "بلومبرج" بأن مزيج واسع من المستثمرين، في أوروبا، تدفق إلى الدولار الأسبوع الجاري.

وأضاف كانان أن دول الأسواق الآسيية الناشئة أكثر عرضة لقوة الدولار نظراً لانخفاض أسعار الصرف في المنطقة، فضلاً عن كونهم أكثر عرضة لضعف توقعات النمو الصيني.

كما أن التوقعات القاتمة للاقتصاد الصيني الناجمة عن البيانات المخيبة للآمال خلال الأشهر الماضية، تلقي بثقلها على الشهية إزاء عملات الأسواق الناشئة.

ويعد الين واليوان من بين أسوأ العملات الآسيوية أداءً العام الجاري. وبينما لم تصل اليابان إلى حد استخدام أدوات أقوى لدعم عملتها، سعت الصين بالفعل إلى تعزيز اليوان من خلال مطالبة البنوك المملوكة للدولة ببيع الدولار مع تشديد السيولة في الخارج للضغط على المراكز البيعية للعملة.