الدولار الأمريكي يتاهب لجولة جديدة من الارتفاع

الدولار الأمريكي  يتاهب لجولة جديدة من الارتفاع
الدولار

تتأهب الأسواق للأسوأ بعد عاصفة بيانات التضخم نهاية الأسبوع الماضي، والتي دفعت بالأسواق إلى إعادة تسعير معدلات الفائدة في الأيام المقبلة من 50 نقطة أساس إلى توقعات باتجاه 75 نقطة أساس.

وأفقدت البيانات السلبية والتوقعات بشأن قرار الفيدارلي سوق الأسهم والأصول عالية المخاطر توازنها، بينما اشتعلت أسعار الدولار والعائد على سندات الخزانة الأمريكية.

 يبدو أن الدولار الأمريكي على موعد من جولة جديدة لتهشيم عظام المنافسين، وسط ترقب لخطوة الفيدرالي المقبلة عقب اشتعال معدلات التضخم، واعتراف المسؤوليين الأمريكين أن التضخم ربما يكون قد خرج عن السيطرة.

الدولار
وأنهى مؤشر الدولار الأمريكي تعاملات الجمعة على ارتفاعات قوية للغاية مسجلًا صعودًا بنسبة 1% وصولا إلى مستويات أعلى الـ 104 نقطة مقابل سلة من العملات الرئيسية.

ويتجه الدولار صوب أعلى مستوياته خلال 20 عامًا عند مستويات الـ 105 نقطة مدعوما بتوقعات زيادة كبيرة في معدلات الفائدة، وارتفع مؤشر الدولار من قاع 101.8 نقطة في الأسبوع الماضي إلى المستويات الحالية بزيادة 4.7%.

ويتداول مؤشر الدولار حاليا قرب أعلى مستوياته منذ 12 مايو الماضي حينما لامس مستويت 105 نقطة.

وفي المقابل ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي إلى مستوات 3.163 % والتي تعد الأعلى منذ يناير 2018

عاصفة من التراجعات

تعرضت وول ستريت لعاصفة من التراجعات يوم الجمعة الماضي عقب بيانات تضخم كارثية دفعت المتداولين إلى هجرة الأصول عالية المخاطر والتوجه للملاذات كالذهب والدولار.

ونزل مؤشر داو جونز الصناعي 2.7% أو 880 نقطة وانخفض ناسداك لأسهم التكنولوجيا 415 نقطة أو 3.5% بينما تراجع ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 2.9% و 117 نقطة.

 

الذهب يترقب
وتحولت أسعار الذهب للصعود عند تسوية تعاملات الجمعة، بعد تسارع التضخم الأمريكي لأعلى مستوياته في 41 عامًا.

وشهد المعدن الأصفر حالة من التقلبات الحادة مع صعود الدولار وعوائد السندات الأمريكية وقبل اجتماع السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي في الأسبوع المقبل.

وصعد سعرأوقية الذهب بنسبة 1.2% أو ما يعادل 22.70 دولار ليصل إلى 1875.50 دولار للأوقية عند التسوية، بعد أن تراجع في وقت سابق من تعاملات الجمعة عند 1826.50 دولار.

وخلال تعاملات الأسبوع الماضي إجمالا ارتفع سعر أوقية الذهب في حدود 1.4%أو ما يعادل حوالي 30 دولار وصولا إلى المستويات الحالية.

 

الأدنى على الإطلاق
تراجعت ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة لأدنى مستوى على الإطلاق، مع استمرار القلق حيال التضخم في الولايات المتحدة.

وسجل مؤشر جامعة "ميتشجان" لثقة المستهلكين الأمريكيين تراجعًا إلى 50.2 نقطة في القراءة الأولية لشهر يونيو الجاري، مقابل 58.4 نقطة في مايو الماضي، ومقارنة بتوقعات كانت تشير لتسجيل 58.1 نقطة.

وانخفض مؤشر الوضع الاقتصادي الحالي إلى 55.4 نقطة من 63.3 نقطة، كما تراجع مؤشر التوقعات المستقبلية من 55.2 نقطة في الشهر الماضي إلى 46.8 نقطة في يونيو.

وأبدى المستهلكون قلقهم بشأن الوضع المالي الشخصي، بالإضافة إلى تعبير 46% من المستهلكين عن رؤية سلبية تجاه التضخم، مقابل 38% في مايو الماضي.

عاجل: انهيار مفاجئ وعنيف

معدلات الفائدة
والقت الزيادة الكبيرة في معدلات التضم بظلالها السلبية على قرارات الفيدرالي حيث توقع بنك باركليز (LON:BARC) اتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي لرفع معدل الفائدة 75 نقطة أساس في اجتماع واحد، بعد بيانات التضخم التي جاءت أعلى من التقديرات.

وكتب الاقتصاديون في البنك بقيادة جوناثان ميلار: "نعتقد أن لدى الاحتياطي الفيدرالي سببًا وجيهاً الآن لمفاجأة الأسواق من خلال رفع معدل الفائدة بأكثر من المتوقع خلال الشهر الجاري".

وأوضح البنك أنه غير توقعاته بشأن رفع معدل الفائدة في الخامس عشر من شهر يونيو الجاري إلى 75 نقطة أساس، بدلًا من التوقعات السابقة بزيادتها 50 نقطة أساس.

وأظهرت بيانات رسمية ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة 8.6% في مايو الماضي على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى منذ عام 1981، مقابل 8.3% في أبريل السابق له.

كما رفع المستثمرون في الأسواق المالية توقعاتهم لرفع الفائدة الأمريكية 75 نقطة أساس خلال شهر يوليو المقبل.

عاجل: نبأ سار جدًا.. الأكبر في التاريخ

هبوط متوقع
وانسحبت تراجعت وول استريت على سوق العملات الرقمية حيث يرى بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC) أن المستثمرين في سوق الأسهم الأمريكي يواصلون الحذر بشأن احتمالات تسارع التضخم ومعدلات الفائدة في الفترة المقبلة، متوقعًا انتهاء صعود السوق.

وتعرض سوق الأسهم الأمريكي لخسائر حادة اليوم، بعد إعلان مكتب إحصاءات العمل أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 8.6% في مايو الماضي على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى في 41 عامًا.

وكتب محللو البنك الاستثمار الأمريكي في مذكرة: "باختصار، صدمة التضخم لم تنته بعد، صدمة معدلات الفائدة بدأت للتو، بينما صدمة النمو قادمة".

وتراجعت معنويات المستثمرين في وول ستريت" منذ بداية العام الجاري، مع رفع الاحتياطي الفيدرالي معدل الفائدة مرتين، ووسط القلق حيال ركود الاقتصاد الأمريكي.

ويعتقد محللو بنك أوف أمريكا أن الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود فني بالفعل، لكننا لا ندرك ذلك فقط مع وجود بعض البيانات التي تحمل أداءً مخيباً.

وكان الاقتصاد الأمريكي قد انكمش بنسبة 1.5% في الربع الأول من العام الجاري، ما يعني أن حدوث أي انكماش في الربع الثاني سيشير إلى دخول الاقتصاد في حالة ركود فني.

عاجل: تعليق هام جدًا على قرار أرامكو

الأسوء قادم
قال وزير الخزانة الأمريكي الأسبق لورانس سمرز إن الاحتياطي الفيدرالي فشل في تصحيح أخطائه بشأن التضخم والتي أضرت بمصداقيته، بعد إنهاء بيانات التضخم الأخيرة الآمال بشأن الوصول للذروة.

وأضاف سمرز: "من الواضح أن نظرية أننا وصلنا إلى ذروة التضخم خاطئة تمامًا مثل نظرية الاحتياطي الفيدرالي السابقة بأن التضخم يعتبر مؤقتاً".

وقال سمرز: "توقعات الاحتياطي الفيدرالي في شهر مارس الماضي بأن التضخم سوف يتباطأ قرب 2% بحلول نهاية العام الجاري تبدو وهمية عند إصدارها وأكثر سخافة حالياً".

وحذر سمرز من تأخر الفيدرالي في رفع معدل الفائدة للسيطرة على التضخم، مشيرًا إلى أن المناقشات يجب أن تكون حول رفع الفائدة بين 50 إلى 75 نقطة أساس في الفترة المقبلة.

ومن المقرر أن يعقد الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه للسياسة النقدية في الأسبوع المقبل، وسط توقعات برفع الفائدة 50 نقطة أساس للاجتماع الثاني على التوالي.

بايدن التضخم سيستمر
حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن التضخم في الولايات المتحدة قد يستمر لفترة بعد أن أظهرت بيانات يوم الجمعة أن ضغوط الأسعار الحساسة سياسيا تسارعت بشكل غير متوقع في الأسابيع الأخيرة.

وقال بايدن خلال فعالية لجمع تبرعات للديمقراطيين في بيفرلي هيلز سوف نتعايش مع هذا التضخم لفترة من الوقت، سينخفض تدريجيا ولكننا سنعيش معه لفترة من الوقت.