في ظل تصاعد التوترات الإقليمية واندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران، أوقفت إسرائيل ضخ الغاز إلى الأردن، ما دفع مصر إلى اتخاذ إجراء عاجل لضمان استمرار الإمدادات. بدأت القاهرة ضخ 100 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي إلى الأردن لتلبية احتياجات محطات توليد الكهرباء، رغم التحديات المحلية التي تواجهها، وعلى رأسها نقص إمدادات الغاز الطبيعي.
وكانت مصر قد أبرمت اتفاقية مع الأردن في ديسمبر 2024 للاستفادة من بنيتها التحتية الخاصة بوحدات التخزين والتغويز العائمة، بهدف تأمين احتياجات الأردن من الغاز الطبيعي المسال خلال العامين المقبلين. في ظل استمرار توقف الإمدادات من إسرائيل، أكد مسؤول أردني أن الاستيراد من مصر سيظل قائمًا حتى استئناف الضخ من إسرائيل، التي لم تحدد بعد سبب أو مدة الانقطاع بعد إغلاق حقل "ليفياثان" البحري.
إلى جانب الأزمة التي يواجهها الأردن، تواجه مصر نفسها أزمة حادة في إمدادات الغاز، مما دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، مثل وقف توريد الغاز لعدد من الصناعات وتفعيل خطة طوارئ. كما قررت مصر زيادة استهلاك محطات الكهرباء من المازوت إلى الحد الأقصى والتنسيق لاستخدام السولار، لتجنب اللجوء إلى تخفيف الأحمال الكهربائية.
في خطوة أخرى لتعزيز إمدادات الطاقة، استقبلت مصر وحدة تغويز ثالثة من الأردن في يونيو الجاري لإعادة تحويل الغاز المسال إلى حالته الغازية. في الوقت نفسه، تدرس الحكومة سيناريوهات مختلفة، من بينها العودة إلى تخفيف الأحمال الكهربائية، إذا استمر تعطل الإمدادات من مصادرها الرئيسية.