حرب الغاز.. ألمانيا تتخذ قرارًا صادمًا هربًا من الركوع لروسيا
في تطور متسارع لحرب الغاز بين أوروبا من جهة وروسيا من جهة أخرى، اتخذت الحكومة الألمانية في إطار خطة الطوارئ التي أعلنت عنها منذ أسابيع قرارًا من شأنه التضحية بالمخاوف البيئة لدى أوروبا في محاولة لمواجهة ضغوط روسيا التي تتصاعد قبل فصل الشتاء.
وقررت الحكومة الألمانية، اليوم الأربعاء، الموافقة على إجراءات إعطاء الأولوية لاستخدام الفحم في السكك الحديدية، وهو ما يعد انتكاسة وفقًا للمعايير البيئة المتفق عليها في اتفاقات المناخ.
وقالت وزارة الاقتصاد في وقت سابق إن تقليل استهلاك الغاز، يحتم استخدام كميات أقل من الغاز لتوليد الكهرباء، بينما أعلنت أنها بصدد إعادة توليد الطاقة من محطات الطاقة النووية.
وتتخذ ألمانيا إجراءات طارئة لتأمين إمداداتها من الغاز في مواجهة انخفاض الكميات الروسية المسلّمة، تشمل زيادة استخدام الفحم، وهو مصدر الطاقة الأكثر تلويثا.
ويعد هذا القرار بمثابة تحول في مسار هذه الحكومة الائتلافية التي تضم عددا كبيرا من المدافعين عن البيئة، والتي تعهدت التخلص التدريجي من الفحم بحلول العام 2030.
توقف جديد
قال سيرجي كوبريانوف المتحدث باسم جازبروم : "إن الشركة تزود الغاز الروسي للعبور عبر أراضي أوكرانيا بالحجم الذي أكده الجانب الأوكراني عبر محطة قياس سودجا عند 42.2 مليون متر مكعب في 24 أغسطس، مع رفض الحجز عبر محطة قياس سوخرانيفكا".
وأعلنت GTSOU وجود قوة قاهرة فيما يتعلق بقبول الغاز للعبور عبر سوخرانيفكا، مدعية أنها لا تستطيع التحكم في محطة ضاغط نوفوبسكوف وفقًا لتصريحات مسؤولي غازبروم.
وقالت أوكرانيا أيضًا إنه إذا استمر ضخ الغاز من روسيا إلى محطة سوخرانيفكا، فسيتم تخفيض الكميات وفقًا لذلك عند نقاط الخروج من نظام نقل الغاز الأوكراني.
يذكر أن خط الغاز عبر سوخرانيفكا يوفر عبور لأكثر من 30 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، بينما تعتقد شركة غازبروم أنه لا توجد أسباب قاهرة أو عقبات أمام استمرار العمليات كما في السابق.
الأسعار تشتعل
ارتفعت الأسعار الفورية للغاز في أوروبا، مع توقف ضواغط نورد ستريم، إلى 2756 دولارًا لكل 1000 متر مكعب لعقد TTF لليوم التالي.
الأسعار في آسيا ترتفع على خلفية الأسعار في أوروبا حيث بلغت أغلى العقود الآجلة لشهر يناير على مؤشر JKM Platts، والتي تعكس أسعار السوق الفورية للغاز الذي يتم تسليمه إلى اليابان وكوريا الجنوبية والصين وتايوان، 2290 دولارًا.
وانخفض الضخ عبر خط أنابيب نورد ستريم من روسيا إلى أوروبا إلى 33 مليون متر مكعب في اليوم ؛ وسيتوقف الضخ بشكل كامل مرة أخرى بين 31 أغسطس و 2 سبتمبر لأحدث جولة من الصيانة.
يمكن للخط أن يضخ ما يصل إلى 167 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا، على الرغم من انخفاض السعة بسبب الاضطرابات في جدول الصيانة لمعدات الضاغط في محطة ضاغط بورتوفايا التي تغذي خط الأنابيب (TADAWUL:2360).
تهديد جديد
هناك تحدٍ جديد ينتظر إمدادات الغاز المتنوعة في أوروبا حيث موسم الأعاصير، الذي يبلغ ذروته عادة بين منتصف أغسطس ومنتصف نوفمبر على وشك أن يبدأ في خليج المكسيك.
وقد يحد ذلك من القدرة على تصدير الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، وتشير التوقعات المحدثة لهذا الموسم إلى احتمالية أن تكون الأعاصير أكثر حدة من المعتاد.
وسيتم إغلاق بعض سعة حقل ترول النرويجي ووحدة معالجة الغاز Kollsnes للصيانة السنوية حتى نهاية الشهر الجاري، لتنخفض الطاقة الإنتاجية بمقدار 20 مليون متر مكعب من الغاز.
