وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات الطلب العالمي على النفط: "فائض غير مسبوق" بـ 4 ملايين برميل يلوح في الأفق
خفضت وكالة الطاقة الدولية (IEA) توقعاتها للطلب العالمي على النفط للعامين الجاري والمقبل، مشيرة إلى تأثيرات سلبية مزدوجة تتمثل في التوترات التجارية التي تلقي بظلالها على الآفاق الاقتصادية الكلية، وتسارع وتيرة التحول العالمي نحو اعتماد السيارات الكهربائية.
تعديلات على تقديرات الطلب العالمي
عدّلت الوكالة، التي تتخذ من باريس مقراً لها، تقديراتها للطلب العالمي في عام 2026 ليصبح 104.5 مليون برميل يومياً، وهو تراجع طفيف مقارنة بالتقدير السابق الذي بلغ 104.6 مليون برميل يومياً. كما شهدت تقديرات العام الجاري 2025 خفضاً مماثلاً، لتصل إلى 103.8 مليون برميل يومياً بعد أن كانت 103.9 مليون برميل، وذلك بحسب ما ورد في تقريرها الشهري الأحدث.
وفي سياق النمو، قدرت الوكالة أن الطلب العالمي على النفط سينمو بنسبة 0.7% على أساس سنوي في 2026، وهو ما يعادل زيادة قدرها 710 آلاف برميل يومياً.
توقعات بتفوق غير مسبوق للمعروض على الطلب
تشير التقديرات المعدلة للوكالة إلى صورة أكثر تعقيداً في جانب الإمدادات والطلب. فقد رفعت الوكالة توقعاتها للإمدادات من خارج منظمة "أوبك" لعام 2026 إلى 73.2 مليون برميل يومياً. في المقابل، خفّضت الوكالة توقعاتها للطلب على نفط "أوبك" إلى 25.4 مليون برميل يومياً في 2026.
وكانت النقطة الأكثر أهمية هي توقع وكالة الطاقة بتجاوز المعروض العالمي من النفط إجمالي الطلب بنحو 4 ملايين برميل يومياً خلال العام المقبل 2026. هذا الفائض هو غير مسبوق على أساس سنوي، وينذر بتخمة متزايدة في السوق بدأت بالفعل بالتراكم على متن ناقلات النفط.
وأوضح التقرير الشهري أن هذا الفائض الضخم يزيد بنحو 18% عن التقديرات السابقة، ويعود في المقام الأول إلى عاملين رئيسيين: استمرار تحالف "أوبك+" في إعادة ضخ الإمدادات إلى السوق، وتنامي الإنتاج من المنافسين، وخاصة في الأميركيتين، بالتزامن مع تباطؤ نمو الطلب في الصين وغيرها من الدول المستهلكة الكبرى.
تجدر الإشارة إلى أن بيانات وكالة الطاقة كشفت عن زيادة شهرية في إنتاج "أوبك" من النفط الخام خلال شهر سبتمبر الماضي، بلغت 860 ألف برميل يومياً، ليصل إجمالي إنتاج المنظمة إلى 29.45 مليون برميل يومياً.
